تواجه المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عوائق متعددة عند دخولها إلى سوق العمل وعند محاولة النجاح فيه. وفي أحيان كثيرة لا تعرف المرأة حقوقها الاجتماعية والاقتصادية بسبب النظرة المحافظة والتقليدية المنتشرة تجاهها وبسبب نقص الدعم ومصادر المعلومات، ولذلك لا تستغل النساء قدراتهن الكامنة وتظل المرأة غير مرئية إلى درجة كبيرة رغم كونها عنصرا مساهما في اقتصاد بلدها.
من خلال مشروع "تمكين المرأة اقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا" (EconoWin) الذي بادر التعاون الانمائي الألماني بوضعه بشراكة مع جمعية التنمية.المغرب و جمعيات أخرى في مصر و الأردن و تونس و خاصة حملة "أنا هنا" المندرجة في اطار المشروع، تتناول هذا الموضوع منظمات غير حكومية من هذه البلدان تعمل في مجالات المرأة، الاعلام والاقتصاد. المشروع هو حملة توعوية قائمة على عرض و انتاج أفلام قصيرة، تهدف لإثارة وتشجيع مناقشة مجتمعية حول وضع المرأة في مجال العمل والاقتصاد بغرض تقديم نماذج مهنية يحتذى بها. ولنشر الوعي وحسن التقدير لامكانيات النساء وما يمكنهن القيام به من انشطة في مجال الشغل و بالتالي تطوير الاقتصاد.
وسيجري في مجموعة من المدن المغربية، تقديم سلسلة عروض/مناقشة، تتمحور حول إحدى عشر فيلما قصيرا بين وثائقي وروائي، أفلام تصور نساء عاملات في مصر والأردن وتونس والمغرب قمن بالسعي وراء أحلامهن الخاصة ونجاحهن المهني. تتحدث النساء عن وضعهن في المجتمع وفي دنيا العمل ويتناولن الآراء والعوائق والصعوبات التي واجهتهن على طريق النجاح.
وتستهدف هذه اللقاءات، جمهورا يتشكل، على وجه الخصوص، من أعضاء جمعيات نسائية وثقافية، وأيضا الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و30 سنة، إلى جانب المواطنات والمواطنين سكان المناطق التي تحتضن هذه اللقاءات.
في هذا الإطار تنطم جمعية التنمية.المغرب و مكتب التعاون الإنمائي الألماني بالمغرب أول عرض أفلام قصيرة لحملة " أنا هنا" بالرباط و ذلك يوم الأحد 04 نونبر 2012 على الساعة الثالثة و خمسة و أربعين دقيقة بالقاعة الكبرى للمركب الثقافي أكدال الكائن بزنقة الأمير عبد القادر، أكدال، الرباط.
ويرتقب حضور عدد من النساء النشيطات في المجالات الحقوقي، السياسي، الاقتصادي، الفكري و الصحفي و وبعض الفاعلات و الفاعلين في الحركة النسائية و فعاليات منتمية لجمعيات نشيطة في مجالات الدفاع عن حقوق المرأة عامة و حقوقها الاقتصادية خاصة و كدى جمعيات و تعاونيات تشتغل على تأطير النساء ومساعدتهن على خلق أنشطة مدرة للدخل، إلى جانب شباب ونساء من سكان أحياء مدينة الرباط، كما سيتميز اللقاء بالنقاش الذي ستكون مقاربة النوع الاجتماعي حاضرة في معالجته للأفلام المبرمجة للعرض.
وتهدف مثل هذه الأنشطة إلى وصف وتحليل تمثلات المرأة في وسائل الإعلام والتواصل، وتفكيك الصور النمطية التي ترسم للمرأة لدى المتلقي، وتوعية المستفيدين من هذه العروض وتحسيسهم بمقاربة النوع الاجتماعي و الدور الفعال الذي تلعبه المرأة في لاقتصاد، وقياس مدى وقع الصور وتأثيرها، من خلال التفاعل مع الجمهور.